علي أمين
لقد دخلت المملكة العربية السعودية في ورطة لم تكن في حسبانها عندما قررت خوض غمار الحرب في اليمن، فبالرغم من إدراكها أنها لن تكون في نزهة عسكرية، إلا أن الخسائر التي منيت بها في اليمن، خاصة الخسائر الأخيرة في مأرب، جعلتها تشعر بمرارة الحرب، والتي خاضتها بحجة حماية شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، فقتلت الآلاف من أبناء الشعب اليمني، ولم تنجح حتى الآن في دخول العاصمة اليمنية صنعاء، بل إنها لم تستطع حماية حدودها الجنوبية. الورطة ليست فقط في الخسائر التي تتكبدها السعودية في اليمن، بل إن الانشقاقات التي بدأت تظهر فيما يسمى بالتحالف العربي، أصبحت تدق ناقوس الخطر في المملكة، خاصة أنها ترعى الإخوان المسلمين في اليمن، وتستضيفهم في أراضيها بل وتتشاور معهم في كل كبيرة وصغيرة بشأن المعارك الدائرة في العواصم اليمنية، وهو ما تختلف معه في الإمارات التي تعادي جماعة الإخوان، وتعتبرها جماعة إرهابية، ولا تقبل أن يكون تدخلها في اليمن لإعادة الجماعة لوضعها السابق في اليمن. أمر آخر وجدت السعودية نفسها متورطة فيه، حيث الخلافات بين الحراك الجنوبي، والذي يقود القوات الموالية للرئيس هادي، في حين لا يرى الحراك في الرئيس هادي جديرًا برئاسة البلاد، لذا تفكر السعودية في استبدال هادي بنائبه خالد محفوظ بحاح، وهو أيضا لا يحظى بقبول واسع لدى الحراك الجنوبي، لكن يقف أمام هذه الرؤية أن السعودية تخشى من اتهامها بالتخلي عن حليفها في اليمن، بل وأكثر من ذلك بأنها خسرت رهانها في إعادة شرعية “هادي”.
ووسط ذلك التخبط في إدارة الحرب السعودية على اليمن، جاء الهجوم على معسكر القوات الأجنبية في مأرب، وهو الهجوم الذي يمكن وصفه بالمفصلي في المعركة، فهو الذي أوقف الزحف السعودي الخليجي على العاصمة صنعاء، وذلك الهجوم لم يكن مصادفة، فقدرته على التسبب في هذا القدر من الخسائر الفادحة في صفوف التحالف، يؤكد أنه كان هجوما مخططا له، وقد أصاب أهدافه بدقة كبيرة، ما دفع قوات التحالف لإعادة التفكير في مستقبل المعركة كلها.
وما بين الإصرار السعودي على الحرب وما يعانيه الشعب اليمني من نقص للخدمات وانهيار شبه تام لمرافق الدولة، ينشأ تحالف قوي بين المؤتمر الشعبي بقيادة الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وبين جماعة أنصار الله “الحوثي”، وجزء من الحراك الجنوبي الرافض لاستمرار هادي في رئاسة اليمن، وهذا التحالف يمكن أن يتطور خلال الأيام القليلة القادمة، الأمر الذي قد ينشأ عنه تكوين حكومة وحدة وطنية يمكنها انتشال اليمن من أزمته الراهنة وإعادة الأمن والاستقرار للبلد.
لكن تشكيل الحكومة يرتبط الآن بتطورات المعركة على الأرض، وكذلك المحاولات الدولية الجارية لوقف الحرب والجلوس على مائدة التفاوض والحوار، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح الشعب اليمني، الذي يسقط دفاعا عن بلده وأرضه، وربما تقبل دول التحالف الحوار هذه المرة بعد الخسائر الفادحة التي تكبدتها مؤخرًا في مأرب، حيث إنها كانت تتحدث بصيغة متعالية، شعورًا منها أنها أوشكت على حسم المعركة وأنها ستدخل العاصمة صنعاء خلال أيام، وهو ما لم يحدث.
ارابيوم
لقد دخلت المملكة العربية السعودية في ورطة لم تكن في حسبانها عندما قررت خوض غمار الحرب في اليمن، فبالرغم من إدراكها أنها لن تكون في نزهة عسكرية، إلا أن الخسائر التي منيت بها في اليمن، خاصة الخسائر الأخيرة في مأرب، جعلتها تشعر بمرارة الحرب، والتي خاضتها بحجة حماية شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، فقتلت الآلاف من أبناء الشعب اليمني، ولم تنجح حتى الآن في دخول العاصمة اليمنية صنعاء، بل إنها لم تستطع حماية حدودها الجنوبية. الورطة ليست فقط في الخسائر التي تتكبدها السعودية في اليمن، بل إن الانشقاقات التي بدأت تظهر فيما يسمى بالتحالف العربي، أصبحت تدق ناقوس الخطر في المملكة، خاصة أنها ترعى الإخوان المسلمين في اليمن، وتستضيفهم في أراضيها بل وتتشاور معهم في كل كبيرة وصغيرة بشأن المعارك الدائرة في العواصم اليمنية، وهو ما تختلف معه في الإمارات التي تعادي جماعة الإخوان، وتعتبرها جماعة إرهابية، ولا تقبل أن يكون تدخلها في اليمن لإعادة الجماعة لوضعها السابق في اليمن. أمر آخر وجدت السعودية نفسها متورطة فيه، حيث الخلافات بين الحراك الجنوبي، والذي يقود القوات الموالية للرئيس هادي، في حين لا يرى الحراك في الرئيس هادي جديرًا برئاسة البلاد، لذا تفكر السعودية في استبدال هادي بنائبه خالد محفوظ بحاح، وهو أيضا لا يحظى بقبول واسع لدى الحراك الجنوبي، لكن يقف أمام هذه الرؤية أن السعودية تخشى من اتهامها بالتخلي عن حليفها في اليمن، بل وأكثر من ذلك بأنها خسرت رهانها في إعادة شرعية “هادي”.
ووسط ذلك التخبط في إدارة الحرب السعودية على اليمن، جاء الهجوم على معسكر القوات الأجنبية في مأرب، وهو الهجوم الذي يمكن وصفه بالمفصلي في المعركة، فهو الذي أوقف الزحف السعودي الخليجي على العاصمة صنعاء، وذلك الهجوم لم يكن مصادفة، فقدرته على التسبب في هذا القدر من الخسائر الفادحة في صفوف التحالف، يؤكد أنه كان هجوما مخططا له، وقد أصاب أهدافه بدقة كبيرة، ما دفع قوات التحالف لإعادة التفكير في مستقبل المعركة كلها.
وما بين الإصرار السعودي على الحرب وما يعانيه الشعب اليمني من نقص للخدمات وانهيار شبه تام لمرافق الدولة، ينشأ تحالف قوي بين المؤتمر الشعبي بقيادة الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وبين جماعة أنصار الله “الحوثي”، وجزء من الحراك الجنوبي الرافض لاستمرار هادي في رئاسة اليمن، وهذا التحالف يمكن أن يتطور خلال الأيام القليلة القادمة، الأمر الذي قد ينشأ عنه تكوين حكومة وحدة وطنية يمكنها انتشال اليمن من أزمته الراهنة وإعادة الأمن والاستقرار للبلد.
لكن تشكيل الحكومة يرتبط الآن بتطورات المعركة على الأرض، وكذلك المحاولات الدولية الجارية لوقف الحرب والجلوس على مائدة التفاوض والحوار، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح الشعب اليمني، الذي يسقط دفاعا عن بلده وأرضه، وربما تقبل دول التحالف الحوار هذه المرة بعد الخسائر الفادحة التي تكبدتها مؤخرًا في مأرب، حيث إنها كانت تتحدث بصيغة متعالية، شعورًا منها أنها أوشكت على حسم المعركة وأنها ستدخل العاصمة صنعاء خلال أيام، وهو ما لم يحدث.
ارابيوم
إرسال تعليق