بين اوباما ومرسى وبوسطن وبور سعيد .. الرئيس يوحد الامة

الأربعاء، 17 أبريل 20130 التعليقات

نشرت يومية المصرى اليوم مقالا مميزا للكاتب الكبير محمد سلماوى قارن فيه بين اداء الرئيس الامريكى باراك اوباما والمصرى محمد مرسى عقب حادثى بوسطن وبور سعيد
لم أستطع وأنا أستمع إلى خطاب باراك أوباما للشعب الأمريكى، بمناسبة التفجيرات التى حدثت فى بوسطن، إلا أن أنظر إليه باعتباره نموذجاً لما ينبغى على رئيس دولة أن يقوله لشعبه فى لحظات المحن.
فأولاً خلال ساعات معدودة من الصدمة التى وقعت فى مناسبة رياضية، هى سباق «الماراثون» لاختراق المدينة، كان أوباما يتحدث إلى الشعب الأمريكى قبل أن يعى حقيقة ما جرى أو يعرف ملابساته، مؤكداً بذلك أنه ليس فقط متابعاً لما يجرى فى الموضوع، وإنما أيضاً أنه مع شعبه لا يتخلف للحظة واحدة عما يحدث له.
وقد استدعى ذلك على الفور المقارنة مع ما يحدث عندنا، خاصة أحداث بورسعيد التى وقعت هى الأخرى فى مناسبة رياضية كانت المدينة كلها تتابعها، ومن ورائها بقية الشعب المصرى الذى راعه ما انقلبت إليه الأحداث، من مناسبة رياضية إلى مذبحة لم يكن يتوقعها أحد.
فى حالة بورسعيد كان القتلى والجرحى أضعاف أمثالهم فى سباق بوسطن الذى لم يزد عدد من توفى فيه على شخصين، ولم يتعد فيه الجرحى المائة، وفى حالة بورسعيد انتظر الشعب أياماً امتدت لأكثر من أسبوع قبل أن يصدر عن رئاسة الدولة أى رد فعل يؤكد قلقها أو تعاطفها أو حتى متابعتها لتداعيات تلك الكارثة المروعة، وحين خرج الرئيس أخيراً على الناس كان بخطاب بائس توعد فيه شعبه وأصدر فيه إجراءات عقابية على أهالى بورسعيد والمدن المجاورة، حيث أعلن حالة الطوارئ فى مدن القناة جميعاً.
أما أوباما فقد حرص على لم الشمل وطمأنة الناس وعدم بث الفرقة بينهم، فى لحظة قاسية يسهل فيها توجيه الاتهامات والبحث عمن يلقى عليه باللوم، لم يتحدث هنا أوباما عن أهله وعشيرته الذين عانوا طويلاً، سواء كسود أو كمسلمين، من الظلم، وإنما قال بالحرف الواحد: «فى مثل هذا اليوم ليس هناك جمهوريون وديمقراطيون إننا جميعاً أمريكيون».
وقد لفت نظرى أن الرئيس الأمريكى تجنب وصف ما جرى من عمل، لاشك أنه إجرامى، بالعملية الإرهابية، ليس لأنه ليس كذلك، ولكن لأن التحقيق لم يأخذ مجراه بعد، والتحقيق وحده الذى يملك أن يصف ما جرى بأنه عمل إرهابى أو غير ذلك، لفت نظرى أن أوباما لم يخرج على الناس ليكيل الاتهامات لمن تظاهروا أمام الاتحادية قائلاً إن سلطات التحقيق ستعلن إدانتهم قريباً فإذا بها تفرج عنهم جميعاً، ولا قال للشعب الأمريكى إنه يرى «صباعين تلاتة بتلعب جوة البلد».
لا أريد أن يُفهم من كلامى أن خطاب أوباما كان عبقرياً بأى حال من الأحوال، فقد كان ما ينبغى أن يكون، لكنه للأسف بدا لنا درساً فى أوليات حديث الرئيس لشعبه فى مثل هذه الظروف.
انشر الموضوع واضفط اعجبنى :

إرسال تعليق