بسم الله الرحمن الرحيم
}مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} الأحزاب 23
تنعى لائحة القومي العربي فقيد الأمة الشهيد العلامة وإمام اهل السنة والجماعة في بلاد الشام الشيخ المغفور له د. محمد سعيد البوطي الذي قضى نحبه في تفجير إجرامي نفذته ودعمته وباركته قوى الغدر التكفيرية الظلامية الآثمة والممولة من قوى الرجعية العربية العميلة في قطر والسعودية والموجهة من قوى الصهيونية والإمبريالية العالمية وأذنابها في تركيا وبعض القوى المحيطة أو الطامعة في الإقليم العربي.
لقد كرس رئيس إتحاد علماء بلاد الشام الإمام العلامة البوطي رحمه الله حياته في طلب العلم وتدريسه والدعوة إلى الله ووضع المصنفات الشرعية والفكرية التي قدمت إضافات قيمة للمكتبة العربية والشرعية والتي ناهزت ستين كتاباً ومصنفاً في مختلف العلوم الشرعية والفكرية المختلفة.
وقد كان له رحمه الله موقفاً حاسماً من الذين سولت لهم أنفسهم المريضة العمل على العبث بأمن وسلامة وطنه العربي السوري من دعاة الفتنة وعملاء الرجعية العربية وأذناب قوى الإمبريالية العالمية وخاصة من الإرهابيين الذين تقمصوا قميصاً دينياً لتبرير جرائمهم الفاحشة وعمالتهم المكشوفة فكان أن قضى رحمه الله على أيديهم وحملهم ومن وراءهم من شيوخ الفتنة والسلطان إثم دمه إلى يوم القيامة.
وفي هذا الصدد نود أن نؤكد على المسؤولية الأخلاقية والشرعية والمعنوية لشيوخ الفتنة والتكفير واستباحة الدماء وأولهم مفتي أذناب حلف الناتو الآثم يوسف القرضاوي الذي لعب دوراً رئيسياً في التحريض بفتاواه وخطبه على سفك دماء أبناء الأمة لبعضهم البعض وتخريب الأوطان وإشاعة أجواء الفتنة والذعر والخراب والتدمير من العراق وسوريا إلى ليبيا وتونس ونذكر أن هذا الموظف في محمية قطر قد أفتى بجواز استهداف العلماء والعاملين في اجهزة الدولة السورية بلا تمييز في حلقة برنامج الشريعة والحياة التي نشرت على موقع الجزيرة بتاريخ 06/12/2012م.
وهنا يجب التأكيد على ان اغتيال البوطي يأتي في سياق إزالة العقبات أمام إعادة تعريف الصراع على أسس طائفية، مما يدل بأن العملية تم طبخها في مختبرات الموساد ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية وأن التكفيريين لم يكونوا سوى المتعهد الفرعي لها.
حيث أنه كما كان يتطلب تحويل الصراع العربي-الصهيوني إلى "نزاع طائفي" محو دور القوى والشخصيات الوطنية والقومية واليسارية، فإن تحويل العدوان على سورية إلى حرب أهلية يتطلب التخلص من الشخصيات السنية (وغير السنية) البارزة والوازنة المناهضة للطائفية.
أما التكفيريون، فبعدما قتلوا البوطي، بعد أن كفروه وهدروا دمه، فإنهم يريدون الآن أن يذبحوه مرتين بتجيير دمه طائفياً، لكن البوطي الذي عُرف بمواقفه الوطنية والقومية النابذة للطائفية والفتنة على مدى عقود يعرف جيداً بأي "ذنبٍ" قُتل، ويجب أن لا يغيب عن أعيننا مثل هذا السجل الطويل والحافل للفقيد لحظةً واحدة.
رحم الله الفقيد الغالي، وإننا إذ نترحم على شهيد المحراب، لا يفوتنا أن نترحم معه على تلامذته ومريديه الذين قتلوا من حوله، وعلى جميع شهداء سوريا من مسلمين ومسيحيين، ومن سنة وشيعة ودروز وعلويين ممن قتلتهم الأيدي الإرهابية المجرمة، وحفظ الوطن السوري وأمتنا العربية من كيد الكائدين وظلم الظالمين ومؤامرات البغاة المجرمين.
لائحة القومي العربي
إرسال تعليق