وكالة ” رويترز “ تروج اكاذيب واوهام عن معركة الموصل

الخميس، 8 ديسمبر 20160 التعليقات

وكالة ” رويترز “ تروج اكاذيب واوهام عن معركة الموصل
اعتبرت قيادة العمليات المشتركة التقرير الذي نشرته وكالة رويترز مؤخراً والذي تحدثت فيه نقلاً عن مصادر مطلعة عن تحويل إيران لمسار معركة تحرير الموصل، بأنه “قصة خيالية لا أساس لها من الصحة” .
وابدت القيادة في بيان اليوم الخميس 8 ديسمبر 2016 “استغرابها من التحليل الذي نشر في وكالة رويترز والذي يحمل عنوان: كيف غيرت إيران تشكيل حدوة الحصان لحصار الموصل وحولت مسار المعركة”، مبينةً أن “هذا التحليل عبارة عن قصة خيالية لا أساس لها من الصحة وتمثل فبركة بامتياز”.
وأضاف أن “التحليل اعتمد مصادر هامشية لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بعمليات تحرير نينوى، ولم يدعم تحليله بأي من القيادات العسكرية الذين يشتركون في العمليات الجارية وساهموا في التخطيط لها”.
وأكد بيان العمليات أن “كل المحاور بضمنها محور الحشد الشعبي تسير على نفس الخطة التي وضعت لها من قبل رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي منذ أشهر قبل ابتداء عمليات التحرير ويتم تنفيذها حاليا”.
وتابع أن “عملية تحرير المناطق الشاسعة لمحافظة نينوى سائرة باتجاه إحكام السيطرة عليها من مختلف المحاور، وهذا الأمر يمثل ركنا اساسيا من عمليات قادمون يا نينوى منذ بداية تخطيطها ثم انطلاقها باتجاه تحرير مدينة الموصل نفسها”.
وختمت قيادة العمليات المشتركة بيانها بالقول إن “حماية المدنيين وتوفير الخدمات الاساسية لهم في طريق تحريرهم من ارهاب داعش كانا وما زالا ركناً أساسياً من عملية تحرير نينوى”.
وكانت وكالة ” رويترز “نشرت تقريرا مطولا تحدثت فيه نقلا عن مصادر “مطلعة” عن ضغوطات مارستها ايران في تشكيل “حدوة الحصان” لحصار الموصل وتحويل مسار المعركة.
ونقلت رويترز، عن مصادر مطلعة، القول إنه “في الأيام الأولى للهجوم على تنظيم داعش في مدينة الموصل العراقية نجحت إيران في الضغط على العراق لتغيير خطته للمعركة وعزل المدينة في تدخل غير شكل المسار المتقلب للصراع”، مبينة أن الخطة الأصلية للحملة كانت تدعو لأن تحاصر القوات العراقية الموصل في تشكيلة تشبه “حدوة الحصان” لتغلق ثلاث جبهات وتترك الرابعة مفتوحة إلى الغرب من المدينة الذي يؤدي إلى الأراضي التي يسيطر عليها داعش في سوريا.
واضافت أن هذه التشكيلة التي استخدمت لاستعادة السيطرة على عدة مدن عراقية من التنظيم في العامين المنصرمين كانت ستترك للمقاتلين والمدنيين طريقا مفتوحا للهرب وكانت ستجعل معركة الموصل تتم في وقت أسرع وبطريقة أبسط.
وتابعت رويترز أن طهران كانت تريد سحق مقاتلي التنظيم والقضاء عليهم في الموصل في ظل قلقها من أنهم قد ينسحبون عائدين إلى سوريا، في الوقت الذي يتقدم فيه الرئيس السوري بشار الأسد حليف إيران في الحرب الأهلية المستمرة منذ خمسة أعوام.
وتقول مصادر رويترز إن “إيران ضغطت لإرسال مقاتلي الحشد الشعبي إلى الجبهة الغربية لإغلاق المنطقة التي تربط بين الموصل والرقة وهما أكبر مدينتين خاضعتين للتنظيم”.
كما نقلت رويترز ، عن مسؤول كردي مشارك في عملية التخطيط لمعركة الموصل القول، “إذا حاصرت عدوك ولم تترك له مهربا فسيحارب حتى النهاية.”
وقال المسؤول الكردي لرويترز “في الغرب كانت الفكرة الرئيسية هي ترك ممر… لكن الحشد أصر على إغلاق هذه الثغرة لمنعهم من الذهاب إلى سوريا.”
ومعركة الموصل هي الأكبر في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003، وفي المجمل يحارب نحو مئة ألف مقاتل من قوات الجيش والشرطة والبشمركة الكردية وفصائل الحشد الشعبي، فيما يقدم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة دعما جويا.
وقال قادة الجيش العراقي مرارا إن وجود مدنيين في جبهات القتال يعقد ويبطئ عمليتهم التي دخلت أسبوعها السابع كما يفرض قيودا على الضربات الجوية واستخدام الأسلحة الثقيلة في المناطق المأهولة.
ودرس القادة تغيير الاستراتيجية للسماح بخروج المدنيين لكنهم رفضوا الفكرة بسبب خشيتهم من أن تنظيم “داعش” قد يقتلون السكان الهاربين، حيث أعدم عناصر التنظيم بالفعل مدنيين لمنعهم من الهروب في معارك أخرى، كما أن السلطات ومنظمات الإغاثة ستجد صعوبة في التعامل مع نزوح جماعي للمدنيين.
وتقول رويترز ـ إن وثائق تخطيط وضعتها منظمات إنسانية قبل الحملة تظهر أن المنظمات أعدت مخيمات في مناطق يسيطر عليها الأكراد في سوريا لنحو 90 ألف لاجئ من المتوقع أن يتوجهوا غربا خارج الموصل.
وقال أحد العاملين في مجال الإغاثة “لم توافق إيران على ذلك وأصرت على عدم توفير أي ممر آمن إلى سوريا. أرادوا تحويل المنطقة بأكملها غربي الموصل إلى مربع قتل”.
وقال هشام الهاشمي وهو محلل عراقي خبير في شؤون “المتشددين الإسلاميين”، وجرى إطلاعه على خطة المعركة مسبقا إن الخطة كانت قائمة في البداية على ترك إحدى الجبهات مفتوحة.
وقال الهاشمي إن “الخطة الأولى كانت بشكل حدوة الحصان وتسمح بتراجع مقاتلي الدواعش والسكان إلى الغرب بوجه الهجوم الأساسي القادم من الشرق.”
وقبل أسبوع من تدشين الحملة اتهم زعيم حزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله، الولايات المتحدة بالتخطيط للسماح بمقاتلي “داعش” بالخروج إلى سوريا.
وقال نصر الله إن على الجيش العراقي والحشد الشعبي هزيمة تنظيم “داعش” في العراق حتى لا يجدوا أنفسهم “مضطرين للدخول إلى المنطقة الشرقية في سوريا” لهزيمة التنظيم. ويحارب حزب الله في صف الأسد.
ونفى المتحدث باسم الحشد الشعبي كريم النوري أن تكون طهران وراء قرار نشر مقاتلي الحشد غربي الموصل، وقال “لا مصلحة لإيران هنا. غالبية هذه التصريحات هي محض تكهنات ولا صحة لها.”
ويقول الهاشمي إن إيران ليست الدولة الوحيدة التي تضغط لإغلاق منفذ الهروب غربي الموصل. فروسيا وهي حليف قوي آخر للأسد تريد قطع الطريق على أي تحرك محتمل لعناصر التنظيم إلى سوريا. ولم ترد وزارة الدفاع الروسية على الفور على طلب من رويترز للتعقيب.
وتشعر فرنسا وهي واحدة من ألد أعداء الأسد أيضا بالقلق من احتمال هروب مئات المقاتلين المرتبطين بهجمات في باريس وبروكسل. ويساهم الفرنسيون بدعم جوي وبري في حملة الموصل.
وبعد أسبوع من تدشين الحملة قال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند إن أي تحرك للناس خارج الموصل سيشمل “الإرهابيين الذين سيحاولون التحرك قدما إلى الرقة على وجه التحديد.”
لكن خطة المعركة بحسب رويترز، لم تضع تصورا لإغلاق الطريق إلى غربي الموصل إلى أن وافق رئيس الوزراء حيدر العبادي في أواخر أكتوبر تشرين الأول على نشر فصائل الحشد الشعبي.
وقال الهاشمي “الحكومة وافقت على طلب إيران اعتقادا منها بأن الحشد سيأخذ وقتا طويلا قبل الوصول للطريق المؤدي إلى سوريا وإنه في خلال هذه الفترة ستمضي الخطة كما هي مرسومة.”
وأعلن عن تحرك الحشد لقطع الممر الغربي يوم 28 أكتوبر تشرين الأول بعد 11 يوما من بدء عملية الموصل. وحقق مقاتلو الحشد الشعبي تقدما سريعا وانطلقوا من قاعدة جنوبي الموصل ليغلقوا الممر الغربي الذي يؤدي للخروج من المدينة.
وقال الهاشمي “العبادي تفاجأ بوصول الحشد إلى الطريق خلال أيام فقط والمعركة اتخذت عندئذ شكلا مختلفا حيث لا وقود ولا مواد غذائية تصل للموصل والدواعش مصممون على القتال إلى النهاية.”
ومع بدء تقدم فصائل الحشد الشعبي غربي الموصل قال زعيم تنظيم “داعش” أبو بكر البغدادي لأنصاره إنه لن يكون هناك انسحاب من المدينة التي أعلن منها خلافته “المزعومة” في يوليو 2014.
وقال البغدادي في تسجيل صوتي نشر بعد خمسة أيام من إعلان فصائل الحشد الشعبي أنها ستتحرك لقطع آخر ممر للخروج “اعلموا أن التمسك بأرضكم بشرف أسهل ألف مرة من الفرار بالعار.”
ويقول جنود عراقيون إنه منذ ذلك الحين شن عناصر التنظيم مئات التفجيرات الانتحارية والقصف بالمورتر وهجمات بالقناصة ضد القوات المتقدمة باستخدام شبكة من الأنفاق تحت مناطق سكنية واستخدام المدنيين كدروع بشرية.
وقال ضابط أمريكي كبير في التحالف الدولي الذي يدعم الحملة إن شن حرب وسط المدنيين سيكون دائما أمرا صعبا لكن حكومة بغداد في وضع أمثل يتيح لها اتخاذ القرار بشأن أي استراتيجية.
وقال البريجادير جنرال سكوت إفلاند وهو نائب جنرال قائد في التحالف لرويترز “لديهم 15 عاما من (الخبرة) بالحرب… لا أستطيع التفكير في أي جهة أخرى مؤهلة لاتخاذ هذا القرار ونتيجة لذلك دعمنا كتحالف قرار الحكومة العراقية.”
وتابع قائلا “فتح وإغلاق هذا الممر بشكل نظري وبشكل واقعي لم يغير بشكل جذري في خطط المعركة. إنه يغير في شكل تنفيذها لكنه لا يجعلها بالضرورة أسهل أو أصعب.”
لكن المسؤول الكردي كان أقل تفاؤلا، قائلا إن معركة الموصل باتت أكثر صعوبة الآن وقد تتحول إلى حصار طويل الأمد يشبه ما تشهده سوريا.
وقال “يمكن أن تتحول الموصل إلى حلب.”
انشر الموضوع واضفط اعجبنى :

إرسال تعليق