الملك سلمان يلتقى 14 قيادة عالمية خلال 40 يوماً

السبت، 7 مارس 20150 التعليقات

ليس  جديداً ما نقله وزير البترول السعودي، د. علي النعيمي، عن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وتداولته وسائل الإعلام المختلفة حينما قال، إن «خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أنجز خلال 10 أيام أعمالاً يقوم بها الزعماء الجدد عادة خلال مائة يوم».
وخلال 40 يوماً منذ تولي الملك سلمان -يحفظه الله-، مقاليد الحكم في السعودية، أصدر
44 قراراً ملكياً أعاد بها ترتيب بيت الحكم، وهيكلة الحكومة السعودية والهيئات السياسية والاقتصادية.
كما التقى بعدد من زعماء العالم بلغ عددهم حتى أمس 14 قيادة عالمية، آخرهم لقاؤه مع وزير الخارجية الامريكي، جون كيري، ما يعني انفتاحاً عالمياً، ورؤية مستقبلية للأحداث تنطلق من مبادئ التعايش بسلام والتعاون في كل المجالات، ما يعود بالخير على الوطن والأمة والعالم بأسره.
ومنذ أن تولى خادم الحرمين الشريفين -أيده الله-، الحكم بدأت الدول تتابع باهتمام الحراك السياسي الذي يدور في العاصمة "الرياض"، والملك سلمان بين مستقبل ومودّع لملوك وزعماء ورؤساء دول طوال 40 يوماً، وقبله كانت تتابع باهتمام الملك سلمان بن عبد العزيز -يحفظه الله-، وهو يدير شؤون المملكة الداخلية والخارجية، ولم يكن غريباً حينما وضع خادم الحرمين الشريفين الجميع أمام مسؤولياتهم وواجباتهم في حماية مقدرات الوطن ومنجزاته، مطالباً الجميع بالعمل لصالح الأجيال المقبلة، في رسالة مفادها: «لا أحد فوق الدولة ولا أحد أقوى من القانون»، وذلك منذ اللحظة الأولى لتوليه مقاليد الحكم في 23 يناير 2015م.
ترتيب بيت الحكم وحكومة شابّة
في اليوم الأول من توليه مقاليد الحكم، أصدر خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله-، أول قراراته الملكية التي رتب فيها بيت الحكم بكل سلاسة وهدوء، معلناً الأمير مقرن بن عبد العزيز وليا للعهد، والأمير محمد بن نايف وليا لولي العهد، وهو يعتبر أول دخول للجيل الثالث من أبناء المؤسس الملك عبد العزيز سلسلة الحكم.
وحينما انتهى من ترتيب البيت الداخلي للحكم، جاءت قرارات بصدور 33 أمراً ملكياً بتنظيم البناء المؤسسي لإدارة العمل في الدولة، بدخول أسماء شابة لمجلس الوزراء وتأسيس أول مجلسين وهما "مجلس الشؤون السياسية والأمنية"، برئاسة سمو وزير الداخلية ولي ولي العهد، الأمير محمد بن نايف، و"مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية" برئاسة سمو وزير الدفاع رئيس الديوان الملكي والمستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، الأمير محمد بن سلمان، ودمج وزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم في وزارة واحدة، مما يُعَدّ أهم التحولات التي يمكن من خلالها استقراء توجه الملك سلمان محلياً وأيضا مواجهة التحديات المحيطة بالبلاد خارجياً.
وكان من أهم الملفات الداخلية مشكلة الإسكان، ذلك الملف الذي فتحه الملك سلمان بخطوة عملية حين أمر بضخ 5.3 مليار دولار (20 مليار ريال) تعمل على ضخ الحيوية في قطاع الإسكان لتسريع الحراك الإيجابي في هذا التحدي الاجتماعي الاقتصادي.
ولم يكتفِ -أيده الله- بذلك، بل زاد بدعم الجمعيات التعاونية والجمعيات المهنية المتخصصة المرخص لها، ودعم كل الأندية الأدبية، ودعم الأندية الرياضية، والعفو عن السجناء في الحق العام، والتسديد عن المطالبين بحقوق مالية، وصرف راتبين لكل موظفي الدولة.
زيارة الرئيس الأمريكي
لم يكن الشأن الداخلي السعودي فقط هو هاجس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بل بدأ بممارسة دوره كقائد إسلامي وعربي، وحرص قادة من مختلف دول العالم على لقائه، والتباحث في السياسات التي تتعلق بالوضع في المنطقة العربية والعالم، وكان أولهم الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي قطع زيارته إلى الهند متوجهاً إلى الرياض بداية فبراير 2015م، لمقابلة خادم الحرمين الشريفين، على رأس وفد رفيع المستوى ضم 30 عضواً من كبار المسؤولين الأمريكيين، في زيارة وُصِفَت بأنها تأكيداً للثقل السياسي السعودي ودور الملك سلمان في الحفاظ على استقرار المنطقة.
وحدة الصف العربي ولَمّ شمل الخليج
وجود الملك سلمان بن عبد العزيز، على سدة الحكم في المملكة العربية السعودية يؤسس لمرحلة جديدة من العمل المشترك عبر منظومة جديدة في الشكل والاستراتيجية يكون لها تأثيرها الواضح، ليس فقط على صعيد المنظومة الخليجية، وإنما أيضاً على مستوى صناعة القرار السياسي خليجياً وعربياً ودولياً.
وأدرك الملك سلمان -يحفظه الله-، أهمية وحدة الصف العربي، لتكون البداية من دول الخليج بعد زيارة الرئيس الأميركي أوباما ليبدأ باستقبال ملوك وأمراء دول الخليج العربي ويجتمع معهم اجتماعات فردية، ليؤكد استمرارية المنهجية السعودية في التضامن الخليجي، والتي سبقها بتصريح يسجل للتاريخ حينما أراد البعض أن يصطادوا في الماء العكر في ما يخص العلاقات السعودية المصرية، ليأتي التصريح من الملك سلمان بعد محادثة هاتفية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قاطعاً كل ما قيل ويحاك تجاه جمهورية مصر العربية، ليؤكد بقوله: «موقف المملكة العربية السعودية تجاه مصر واستقرارها وأمنها ثابت لا يتغير، وما يربط البلدين نموذج يحتذى به في العلاقات الاستراتيجية والمصير المشترك، والعلاقات المميزة والراسخة بين المملكة ومصر أكبر من أي محاولة لتعكيرها».
بدايةً، استقبل الملك سلمان بن عبد العزيز، ملك البحرين الملك حمد بن عيسي آل خليفة، ومن ثَم، استقبل أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، منتصف فبراير الماضي، وفي اليوم الذي يليه، استقبل الشيخ محمد بن زايد بن نهيان، ولي عهد أبوظبي، ثم استقبل أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وفي نهاية الأسبوع استقبل فهد بن محمود آل سعيد، نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عمان.
جاءت هذه اللقاءات لتؤكد ما لدول الخليج من أهمية بالغة، خصوصاً أن السعودية تمثل ثقلاً سياسياً واقتصادياً في المنطقة، وفي ظل وجود كثير من الملفات المشتركة التي تسعى دول الخليج لحلها، والتي من أهمها، مواجهة الإرهاب والخطر الذي يمثله لدول الخليج، إضافة إلى الأحداث العربية في اليمن وسوريا وليبيا ومصر والعراق.
ولمعرفة قادة دول الخليج بحنكة الملك سلمان بن عبد العزيز لإعادة الصف الخليجي، وإزالة كل الشوائب لتعمل مسيرة دول الخليج العربية لخدمة مصالحها المشتركة، استمر توافد الزعماء العرب والدول الإسلامية والعالمية في زيارتهم للعاصمة الرياض طوال الأسبوعين الماضيين، والتي كانت حينما التقى الملك سلمان بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في مكتبه، وناقش معه جهود الأمم المتحدة في مُجمَل الأحداث التي تشهدها الساحتان الإقليمية والدولية، والتي من أهمها ما تعيشه الدول العربية والإسلامية.
وخلال الأسبوع الثالث، استقبل أيضاً ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز، وفي منتصف فبراير الماضي تلقى خادم الحرمين الشريفين، اتصالاً هاتفياً من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ناقش معها خلاله العلاقات الثنائية والقضايا العربية المشتركة.
مواقف ثابتة تجاه القضية الفلسطينية
واستمر مطار الملك خالد الدولي بالرياض شمال العاصمة مستقبلاً زعماء ورؤساء الدول في حراك سياسي عاشته الرياض في الأسبوع الثالث من تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم، ليستقبل الملك سلمان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ويجري معه مباحثات حول الأوضاع الراهنة في الأراضي الفلسطينية، مؤكداً أن موقف السعودية تجاه القضية الفلسطينية ثابت، وذلك في الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وتحقيق السلام العادل والدائم لهم، مهيباً بالمجتمع الدولي أن ينهض بمسؤولياته لتأمين حماية الشعب الفلسطيني من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.
وبعد لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، كان لقاؤه بالعاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني بن الحسين، ليبحث معه أوجه التعاون المشترك في مختلف المجالات وسبل تعزيزها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، كما تمت مناقشة مستجدات الأحداث في منطقة الشرق الأوسط، التي من أهمها ملف الإرهاب، والتحديات والأزمات التي تواجه المنطقة بشكل عام، وملف الأزمة السورية، وقضايا الإرهاب وسبل مكافحته ومواجهته، فضلا عن قضايا العالم العربي والإسلامي.
الرئيس المصري في ضيافة الملك
في مطلع الشهر الحالي، كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في ضيافة الملك سلمان بن عبد العزيز، والذي استقبله ليعقد معه أول مباحثات مطولة لمناقشة القضايا الإقليمية، في وقت تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط اضطرابات لم يسبق لها مثيل، وكان من أهمها إنشاء قوة عربية مشتركة للتعامل مع التهديدات الإقليمية، خصوصاً تلك القادمة من اليمن وليبيا وسوريا، لمكافحة الإرهاب، وهو ما أعلن عنه الرئيس المصري في حوار مع صحيفة «الشرق الأوسط»، قائلاً إن اللقاء يهدف إلى تعزيز العلاقات المشتركة بين البلدين، بالإضافة إلى أزمات الشرق الأوسط وأمن البحر الأحمر، في ضوء تصاعد الأزمة السياسية في اليمن.
وفي اليوم الثاني، وتحديدا في 2 مارس 2015م، استقبل الملك سلمان عبد العزيز، رئيس جمهورية تركيا الرئيس رجب طيب أردوغان، ليعقد معه لقاءً مطولاً، ناقش خلاله آفاق التعاون بين البلدين، وسُبل تعزيزها في مختلف المجالات، ولتسجل مباحثات رسمية بحثت جملة من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، ومجمل الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية.
ثم عقد خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - يحفظه الله -، جلسة مباحثات رسمية مع السيد محمد نواز شريف رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية، تناولت التأكيد على عمق العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين الشقيقين، وأهمية مواصلة تعزيز آفاق التعاون المشترك في مختلف المجالات. كما جرى بحث مستجدات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية.
وبنهاية الأسبوع الحالي، قام وزير الخارجية الامريكي، جون كيري، بزيارة للمملكة أجرى خلالها محادثات معمقة مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تركزت حول سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية السعودية – الأمريكية، وبحث مستجدات الأزمة السورية، والوضع المتأزم في اليمن، والقضيتين الفلسطينية والعراقية، والملف النووي الإيراني وتقييم نتائج ما حققه التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، وخاصة تنظيم "داعش" في كل من سوريا والعراق.
جاءت كافة تلك الزيارات لتؤكد على أن الرياض قوة سياسية واقتصادية في المنطقة والعالم بأسره، أو هي أشبه بعاصمة سياسية للعالم، وذلك انطلاقاً من شخص خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، يحفظه الله، وعلاقاته مع نخب السياسة في العالم وخبرته الواسعة وحنكته وبُعد نظره.
انشر الموضوع واضفط اعجبنى :

إرسال تعليق