الترابي يحذر من اندلاع حرب أهلية فى السودان

الأربعاء، 2 أكتوبر 20130 التعليقات

الترابي يحذر من اندلاع حرب أهلية فى السودان
حذر رئيس حزب المؤتمر الشعبي المعارض حسن الترابي، الأربعاء، من اندلاع حرب أهلية إذا استمرت الأزمة السياسية في السودان، داعيا الرئيس عمر البشير إلى الرحيل من السلطة.
وقال الترابي في لقاء مع سكاي نيوز عربية إن "نأمل بأن يمضي النظام بسلام من نفسه قبل أن يضطر الناس إلى حمل السلاح وتستعر في البلاد حربا أهلية".
وأضاف: "لا يمكن لهذا النظام أن يبقى بالأطر الاستبدادية التي عليها".
واندلعت احتجاجات عارمة على أثر قرار حكومي برفع الدعم عن الوقود، ما يعني رفع أسعار سلع أساسية، لكنها تحولت بعد مقتل العشرات إلى مطالبات واسعة برحيل البشير.
ودعا الترابي أحزاب المعارضة إلى الاستعداد لفترة انتقالية بعد إسقاط النظام، تبدأ بدستور انتقالي يضع أسس ديمقراطية قبل كتابة دستور دائم للبلاد.
وأشار إلى أن هناك توافقا بين أحزاب المعارضة على ملامح الدستور الانتقالي، متوقعا أن يتم التوقيع على اتفاق بشأنه قريبا.
وحذر من فوضى عارمة وثورة غضب إذا لم يكن هناك بديل سياسي بعد رحيل البشير، على حد رأيه.
وكانت الحكومة السودانية قالت إن 700 شخص اعتقلوا على مدى أسبوع شهد أسوأ اضطرابات في وسط السودان منذ سنوات مع استمرار الاحتجاجات المناهضة للبشير، والتي أسفرت أيضا عن سقوط عشرات القتلى.
وتتيح الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة منذ نحو ثلاثة عقود في السودان فرصة للزعيم الإسلامي المعارض حسن الترابي لرد الصاع صاعين للرئيس عمر البشير الذي أبعده عن السلطة بعد أن كانا رفيقي درب في انقلاب 1989.
ولأول مرة بعد ثمانية أيام على انطلاق المظاهرات التي بدأت باحتجاجات على خفض الدعم الحكومي ثم وصلت الى حد المطالبة بإسقاط النظام، دعا الترابي وهو زعيم حزب المؤتمر الشعبي الى الإطاحة بالبشير "عبر ثورة شعبية بعد فشل كل دعوات الإصلاح والتصحيح".
ويعتبر الترابي مهندس الانقلاب العسكري الذي قام به البشير عام 1989، الا ان الرجلين اختلفا في عام 1999 ما دفع الترابي الى انشاء حزب "المؤتمر الشعبي".
واعتقل الترابي الذي يتبنى فكر الاخوان المسلمين عدة مرات منذ ذلك الوقت لكن أُفرج عنه الى جانب كل السجناء السياسيين الاخرين بعد اتفاق سلام بين الشمال والجنوب عام 2005.
ودعا الترابي، الذي انضم اليه ايضا الصادق المهدي زعيم حزب الأمة، السودانيين في بيان أصدره الاثنين الى المشاركة في الاحتجاجات السلمية التى انتظمت في أجزاء واسعة من السودان منذ أسبوع، وذلك في أول مناشدة علنية من الرجلين منذ اندلاع التظاهرات.
وانطلقت التظاهرات الاسبوع الماضي عندما خرج الالاف الى الشوارع احتجاجا على قرار الحكومة زيادة اسعار المنتجات البترولية بنسبة اكثر 60%.
وقالت السلطات ان 34 شخصا قتلوا خلال التظاهرات غالبيتهم في مناطق فقيرة، في حين يؤكد ناشطون ومنظمات حقوق انسان دولية ان القتلى بلغوا الخمسين غالبيتهم في ولاية الخرطوم.
الا ان دبلوماسيين اجانب قالوا ان "من الصعب تحديد العدد الكلي لكنه قد يكون في حدود 200".
وحمّل الترابي سياسات النظام الحالية المتمثلة في "الاستبداد والطغيان مسؤولية الاضطراب السياسي الذى أدى إلى انفصال الجنوب"، وانتقد ممارسات النظام التي قادت إلى "الفشل الاقتصادي الذي ترتب عليه إجراءات اقتصادية دفع المواطن فيها فاتورة أخطاء الحكومة السياسية" .
وجاء خفض الدعم بسبب أزمة مالية طاحنة يعاني منها السودان منذ انفصال جنوب السودان المنتج للنفط في عام 2011 الأمر الذي حرم الخرطوم من 75 بالمئة من انتاج النفط الذي تعتمد عليه في تحقيق ايردات للدولة وتوفير العملة الصعبة اللازمة لاستيراد الغذاء.
وهذه الاحتجاجات اكبر كثيرا من المظاهرات التي شهدها السودان العام الماضي احتجاجا على الفساد وارتفاع التضخم وتخفيض سابق لدعم الوقود.
وظل البشير في السلطة رغم التمرد الذي تشهده البلاد في أكثر من مكان والعقوبات التجارية الاميركية والأزمة الاقتصادية ومحاولة انقلاب وقعت العام الماضي ومذكرتين بالقبض عليه من المحكمة الجنائية الدولية تتهمانه بتدبير جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية في اقليم دارفور بغرب البلاد.
انشر الموضوع واضفط اعجبنى :

إرسال تعليق