بقلم / محمد ناصر نصار
الوحدة العربية تتغنى بها كل الأنظمة السابقة والحالية والقادمة القومية منها أو الشعبية أو الثورية وحتى الاسلامية فتوجههم من الجزء للكل يتطلب وحدة عربية يليها وحدة اسلامية ، فلماذا تحارب الوحدة العربية ؟
هنا يظهر الدور الإسرائيلي والأمريكي وربما العديد من التحالفات الدولية أيضا فالوحدة العربية ضد المصالح الأمريكية وضد مصلحة إسرائيل وبعض الانظمة الغربية فهذا الخوف التاريخي متأصل في الحضارات والثقافات فلا مكان للمنافسين في ظل أنظمة تسعى السيطرة وفرض أفكارها ومبادئها على الشعوب الأخرى ، كما أن إسرائيل ستعمل على تدمير أي أفق عربي للوحدة لأنها ستظهر ككائن شاذ في وسط متجانس ،
بالرغم ان أمريكا بالأمس واليوم ساعدت على التعاون الجزئى المحدود الذي لا يتعارض مع مصالحها السياسية فلم تعترض على منظمة التعاون الخليجي ولم تمانع في التقارب المصرى السودانى، أو السورى العراقى سابقاُ ، فهذا التعاون المحدود والشكلى سيساعد على سياسة التجزئة وتغذية الفرقة الداخلية، والهدف الحقيقى من هذا التعاون حماية الأنظمة واليوم سقط العديد من هذه الأنظمة من جراء إعصار الربيع العربي ، ونشاهد أن امريكا تعمل تجزئة وتفتيت هذه الكيانات والدول العربية وتساهم في التواجد العسكرى بإسم حفظ الأمن وحماية المدنيين كما أنها تزرع الخوف في منطقة الخليج العربي تحت مسمى المد الشيعي الايراني وحماية مصالحها في الخليج ولذلك تسعى للسيطرة على المرافق الإقليمية بحجة أن أي دولة صغيرة غير قادرة على تأمين هذه المرافق ، يجب على شعوب الدول العربية كنتيجة إستحقاق للربيع العربي العمل على الوحدةالعربي فهم أصل التغيير ، و خاصة اذا علمت أن 22 دولة عربية يقطنها اكثر من 370 مليون عربي يضاهي عدد سكان الولايات المتحدة ، ويعيشون على مساحة تقارب حوالي 14.3 مليون كم2 ، بينما يمتد الاتحاد الأوروبي على مساحة 3.9 كم² فقط ، ويبلغ الناتج المحلي للدول العربية حوالي 2952 مليار دولار بينما الصين اكثر 8000 مليار دولار ، وتذكر آخر إحصائية قبل الربيع العربي أن العالم العربي ينفق نحو 52 مليار دولار سنويا على السلاح ، وان تعداد الجيوش العربية مجتمعة تقترب من 3 ملايين نسمة بينما أكبر جيشين في العالم الجيش الصيني يصل تعداده 3.4 مليون جندي والأمريكي و1.4 مليون جندي هذه الأرقام أذكرها على سبيل البشارة وإستنهاض الهمم والتأمل الجاد والإيمان بأن الوحدة العربية إن تحققت بسواعد أبنائها ستضمن مكان جيدا في عالم التكتلات والتحالفات ، ولا شيء مستحيل وكل حلم قابل للتطبيق إن وجدت العزيمة والإرادة الحقيقية
إرسال تعليق