تمرد في الداخل، وحرب تلوح في الأفق في الخارج: هل المملكة العربية السعودية على الحافة؟

الثلاثاء، 14 أغسطس 20120 التعليقات


مع تعيين الامير بندر بن سلطان رئيسا جديدا لجهاز المخابرات ، أقامت المملكة العربية السعودية ما يشبه مجلس وزراء الحرب  في وقت يتصاعد فيه التوتر مع ايران ومعارضة داخلية متزايدة من الأقلية الشيعية.
وقد زاد السعوديون أيضا مستوى التأهب بطرق أخرى للتحضير لنزاع إقليمي محتمل. فقد تم حشد جزء من القوات المسلحة السعودية وموظفي الأمن الشهر الماضي – حيث تم استدعاؤهم من إجازة الصيف أو إبلاغهم بإلالغاء الاجازات المقررة.
أحد التفسيرات للتعبئة والمناوبات في الرياض ان السعوديين يتوقعون أن تركيا قد ترد على سوريا عن إسقاط طائرة مقاتلة لها في أواخر يونيو.
وجاء تعيين رئيس المخابرات الجديد متواليا مع زيادة دعم المملكة العربية السعودية للمسلحين في سوريا سعيا لاسقاط نظام الرئيس بشار الأسد. في هذا الجهد الخفي، يعمل السعوديون مع الولايات المتحدة، وفرنسا، وتركيا، والأردن وغيرها من الدول التي ترغب التخلص من الأسد. 
ويخلف بندر الأمير مقرن بن عبد العزيز، الذي لا يكاد يرى في أوساط الغرب خلال السنوات التي قضاها رئيسا للمخابرات السعودية. وقد أدى ذلك إلى إطلاق تعليقات على نطاق واسع بأنه تم فصل الأمير مقرن من منصبه، إلا أنه كما يقال ما يزال يحضى بثقة من الملك عبد الله، الذي سيستخدمه كمبعوث خاص إلى باكستان ودول إسلامية أخرى حيث يمكن الإسافادة من طبيعة مقرن التقليدية في السعودية.
وكان الأمير بندر، السفير السابق الامع لدى واشنطن ، على ما يبدو مستبعدا في السنوات القليلة الماضية بسبب سوء حالته الصحية وقضايا شخصية أخرى. وتعيينه الآن رئيسا للمخابرات يشير على الأرجح إلى رغبة الملك عبد الله وولي العهد الجديد الأمير سلمان تعيين خبير في الشئون السرية لمعالجة أمور خارجية حساسة في وقت يتصاعد فيه التوتر بشكل حاد.
ويمكن أن يكون بندر وسيطا مفيدا، على سبيل المثال، إذا سعت المملكة العربية السعودية للحصول على أسلحة نووية أو تكنولوجيا الصواريخ الباليستية من الصين للدفاع ضد تهديدات محتملة من ايران. وقد كان لبندر دورا بارزا في صفقة الصواريخ السرية عام 1987 مع الصين، والمعروفة باسم "رياح الشرق".
  كما كانت لبندر أنشطة أيضا في مهمات سرية في سوريا ولبنان على مدى عقود، وقد ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال انه ساعد في ترتيب زيارة قام بها مؤخرا إلى المملكة العربية السعودية الجنرال مناف طلاس، المنشق السوري الأعلى رتبة.
ويمكن أن يلعب بندر دورا بارزا بصورة خاصة في إدارة الاتصالات الإستخبارية مع الولايات المتحدة، نظرا لكونه سفيرا هناك لعقدين من الزمن. فقد حافظ بندر على علاقات وثيقة مع وكالة الاستخبارات المركزية خلال فترة رئاسة رونالد ريغان، وقيل إنه ساعد في تنظيم التمويل السري لأعمال سعودية أمريكية سرية مشتركة في الشرق الأوسط.  وطوال فترة حرب الخليج عام 1991، كان بندر قريبا جدا من الرئيس جورج بوش إلى حد أنه أصبح يعرف باسم "بندر بوش "، وهو اللقب الذي استمر خلال رئاسة جورج دبليو بوش. 
واستمر بندر في لعب دور من وراء الكواليس حتى بعد مغادرته واشنطن في عام 2005. وقيل، على سبيل المثال، أنه دعم سياسة نائب الرئيس ديك تشيني في المواجهة ضد إيران، بما سبب إزعاجا بالغا للأمير تركي الفيصل، الذي خلفه كسفير، الذي كان يعمل مع أعضاء أقل تشددا في إدارة بوش.
ومن المثير للاهتمام، أن بندر أصبح هدفا خاصا لهجمات وسائل الاعلام الايرانية في الايام الاخيرة. فقد وصفته فضائية برس تي في الايرانية يوم 2 اغسطس بأنه  "محور حيل الغدر" مع وكالة المخابرات المركزية والموساد ضد سوريا ". 
 كما نشرت برس تي في تقرايرا غير موثوق مطلع الاسبوع الماضي تدعي أنه تم اغتيال بندر. وقد تم دحض هذه الشائعات الجمعة من مصدر قال ان بندر كان على اتصال هاتفي مع أشخاص غير السعوديين. 
وفي الداخل، يكافح السعوديون لاحتواء الاحتجاجات الشيعية في القطيف بالشرقية ، المنطقة الغنية بالنفط في بالمملكة. وقد أدت تلك الاحتجاجات، التي يعتقد السعوديون أنها بإيحاء من إيران، إلى وفاة شخصين في أوائل شهر يوليو، وفقا لتقرير بي بي سي في 9 يوليو. وما زالت المظاهرات مستمرة حتى الاسبوع الماضي وهناك تقارير عن سقوط مزيد من الضحايا.
ولم يتمكن السعوديون من وقف حركة التمرد في القطيف، بل يبدو أنها تزداد سوءا. ويأمل المتظاهرون في استفزاز السعوديين لبدء حملة دموية، من شأنها أن تترك عشرات القتلى وتشجع على مظاهرات أوسع بكثير وانتقادات دولية.
وحتى الآن، تجنب السعوديون مثل هذا التصعيد من خلال تكتيكات مقيدة نسبيا. ويقول الإصلاحيون السعوديون إن أفضل وسيلة لقمع الاحتجاجات الشيعية هي منحهم كامل الحقوق الاقتصادية والسياسية للمواطنة.
وقد بثت فضائية برس تي في الايرانية في 27 يوليو لقاء مع أحد المحللين تحت عنوان: "سقوط نظام آل سعود يصبح أكثر واقعية من ذي قبل".  
 ومع أن هذه قد تكون معلومات دعائية لطهران، إلا أنها تساعد في تفسير السبب لكون الأسرة المالكة في السعودية ذاهبة الى حالة الحرب.
انشر الموضوع واضفط اعجبنى :

إرسال تعليق