المرزوقى يشغل الاعلام التونسى بالكتاب الاسود

الجمعة، 6 ديسمبر 20130 التعليقات

يصدرعن رئاسة الجمهورية التونسية كتاب "منظومة الدعاية في حكم بن علي: الكتاب الأسود" ليكشف عن قوائم اسماء صحفيين ومثقفين وحتى رياضيين وجهت اليهم اتهامات بالتورط مع نظام الاستبداد إما بالتخابر أو بتبييض صورة النظام أو بمهاجمة المعارضين، مقابل عطايا مالية.
ويتداول الإعلاميون في تونس هذه الأيام سؤالاً واحدًا يتعلق بما إذا كانت أسماؤهم وردت "بالكتاب الأسود" المثير للجدل
وأثار الكتاب الذي تم تسريب أجزاء منه على مواقع التواصل الاجتماعي قبل طبعه جدلاً واسعاً، ليس بشأن مدى اتفاقه مع السياق العام الذي تمر به البلاد من أزمة سياسية خانقة وتدهور اقتصادي خطير، ولكن أيضاً بشأن مدى احترامه للآليات القانونية السليمة قبل إصداره.
وقالت رئيسة لجنة التشريع بالمجلس التأسيسي عن حركة النهضة الاسلامية المتظرفة كلثوم بدر الدين لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إن "إصدار الكتاب ربما يأتي في وقته في غياب التفاعل داخل المجلس التأسيسي إزاء قانون العدالة الانتقالية الذي تم إيداعه منذ شهر يوليو إلى جانب قانون تحصين الثورة وكل القوانين المتعلقة بالمحاسبة والمساءلة وكشف الأرشيف".
وأضافت "سيسهم الكتاب بالدفع نحو الإسراع بكشف الحقائق بشأن الانتهاكات التي حصلت في النظام السابق، ومن كان مع الشعب ومن كان يتآمر ضده، لا يمكن أن تحصل مصالحة دون أن تكون هناك محاسبة".
واعتمد الكتاب على ما تبقى من ملفات بالأرشيف الرئاسي وقوائم المتعاقدين والمتعاونين مع وكالة الاتصال الخارجي، المؤسسة المهيمنة على الإعلام التونسي في حكم الرئيس السابق.
وتم إحداث الوكالة في بداية التسعينات بهدف التسويق الاقتصادي والسياحي لتونس، غير أنها سرعان ما تحولت إلى الذراع الإعلامي للنظام السابق عبر سيطرتها التامة على وسائل الإعلام المحلية من خلال احتكارها لسوق الاعلانات، كما نجحت في ربط شبكة علاقات معقدة مع وسائل إعلام عربية ودولية.
ومع أن "الكتاب الأسود" تضمن كشفاً عن فساد مالي ضخم رصد لصحفيين ومؤسسات إعلامية تمتعت بمزايا واسعة من المال العام في النظام السابق، إلا أن المآخذ الموجهة للإصدار أنه أخذ العديد من الصحفيين بجريرة الفاسدين بمجرد ارتباطهم بخدمات هامشية مع وكالة الاتصال.
وأثار الكتاب قلقاً حقوقياً كونه بات لدى العامة منطلقاً لإدانة أشخاص خارج أي تحقيق قضائي، ما يثير شكوكاً بوجود نوايا انتقامية، لاسيما وأن العلاقة ليست في أفضل حالها بين الرئيس المنصف المرزوقي وعدد من وسائل الإعلام المستقلة بشكل عام.
ومن الانتقادات التي وجهت للكتاب أنه غيب أسماء كثيرة تواطأت مع نظام بن علي، بينما تم تضمين أسماء أخرى عرفت بتاريخها النضالي ضد القمع، من بينهم أعضاء بنقابة الصحفيين تم الزج بهم في دائرة التخابر مع البوليس السياسي للنظام السابق.
انشر الموضوع واضفط اعجبنى :

إرسال تعليق